أستاذ تاريخ إسرائيلي يكشف زيف ادعاءات قيام دولة إسرائيل
كشف
كتاب صدر مؤخراً* لاستاذ تاريخ اسرائيلي* النقاب عن زيف ادعاءات اقامة
دولة اسرائيل علي* أساس أن جميع اليهود* يرجعون الي* أصل واحد بعد طردهم
من فلسطين علي* أيدي* الرومان عام* 70* ميلادية اضافة الي* أن اليهود
عاشوا في* الشتات بعد طردهم من فلسطين ولم* يعتنقوا اليهودية بعيداً*
عن أرض الميعاد*. وينفي* المؤرخ الاسرائيلي* وأستاذ التاريخ بجامعة تل
أبيب شلوموساند في* كتابه* »كيف تم اختراع الشعب اليهودي*« تماماً*
هاتين الحجتين مستنداً* إلي* الدراسات التي* أجراها علي* المصادر
الاصلية والكتب القديمة وأكد ساند في* كتابه أن اليهود لم* يتعرضوا للشتات
علي* يد الرومان وانما العكس إذ بقي* اليهود في* أرضهم ولم* يتعرضوا
للشتات مشيراً* الي* انه نتيجة لذلك فان فكرة الرجوع الي* الوطن التي*
تبنتها الحركة الصهيونية هي* فكرة كاذبة لا أساس لها من الصحة تاريخياً*.
وبالنسبة لفكرة الشتات فقد اتهم المؤرخ الاسرائيلي* شلومو ساند الحركة
الصهيونية بأنها اخترعت فكرة الشتات من أجل أن* يكون هناك رابط واستمرارية
لشعب التوراة إذ انه بدون فكرة الشتات لا* يمكن للصهيونية أن تتبني* فكرة
الرجوع الي* الوطن*. وبرر المؤرخ الاسرائيلي* اللجوء الي* تلك
الاسطورة بأن المثقفين اليهود تأثروا خلال القرن التاسع عشر بالفكرة
القومية الألمانية وأخذوا علي* عاتقهم مهمة اختلاق شعب* يهودي* حديث له
تاريخ ومملكة قديمة تشتتوا منها بعد ذلك في* حين انهم كانوا* يعتقدون قبل
ذلك بقرن أو أكثر قليلاً* أن الذي* يجمعهم هو الدين وحده*. ويعتبر
المؤلف أن الفكرة الصهيونية الحديثة للرجوع من الشتات الي* الارض الموعودة
هي* فكرة* غريبة علي* الديانة اليهودية تماماً* فاليهود ظلوا* ينظرون
للاماكن المقدسة علي* انها أماكن* يتطلعون اليها وليس للعيش فيها لذا
فقد ظلوا الالفي* سنة خارج أورشليم* (القدس*) ليس لانهم لم* يتمكنوا من
الذهاب اليها ولكن لان دينهم هو الذي* منعهم من السكن فيها*. وقال ان
الصهاينة هم الذي* علموا اليهود انهم كانوا* يعيشون في* يهوذا وأن
الرومان هم الذين نفوهم عام* 70* ميلادية*. مشيراً* الي* انه عندما
بحث في* ذلك في* العديد من المصادر الاصلية اكتشف ان كل ذلك عبارة عن
أساطير ليس لها أساس من الصحة*. وخلص الكاتب في* النهاية الي* أن اليهود
لم* يتعرضوا للنفي* وأن الفلسطينيين هم سكان* »يهوذا*« وانه من* غير
الممكن أن* يكون اليهودي* الفلسطيني* الذي* نبت في* أرض فلسطين منذ*
2000* عام قد تحول الي* رجل أشقر له عينان زرقاوان كما هو حال معظم
اليهود الأوروبيين الذين* يستوطنون فلسطين حالياً*. وأرجع المؤرخ شلومو
ساند وجود اليهود في* العديد من بلاد العالم الي* عملية التهويد التي*
قام بها اليهود في* القرون التي* سبقت المسيحية مباشرة حيث كانت
اليهودية تقوم بالتبشير بشكل نشط،* مشيراً* الي* أن هذه الحقيقة ذكرتها
الادبيات الرومانية*. وكشف المؤرخ شلومو ساند عن أن أول من قام بعملية
التبشير الي* اليهود هم اليهود الحشمونيون الذين أجبروا أعداداً* كبيرة
من* »الانباط*« علي* اعتناق اليهودية في* القرن الثاني* قبل الميلاد
وكان من هؤلاء هيرود الكبير حاكم* يهوذا في* فلسطين في* القرن الاول قبل
الميلاد*. وأشار الي* أن حركة التبشير اليهودية نشطت بعد ذلك الي* أماكن
مثل اليمن والي* قبائل البربر الوثنيين في* شمال أفريقيا،* مؤكداً* ان
بعض هؤلاء انضموا الي* جيش طارق بن زياد*. وبعد قرون تحول سكان مملكة
الخزر في* جنوب روسيا بشكل جماعي* لليهودية حيث أصبحوا أجداد اليهود
الاشكيناز في* أوروبا الوسطي* والشرقية*. وينهي* الكاتب الاسرائيلي*
كتابه مؤكداً* انه لو كان فلسطينياً* فانه سيتجه للثورة علي* دولة
اسرائيل مطالباً* بتحويل اسرائيل الي* جمهورية اسرائيلية حيث العرق
والدين ليس لهما دور في* نظر القانون*. يذكر ان كتاب* »كيف تم اختراع
الشعب اليهودي*« في* ترجمته الفرنسية صدر عن دار نشر فايار الفرنسية.